http://www.alkhaleej.ae/alkhaleej/page/cfa8eaaa-ad49-4b74-a51d-6bf95ecf1a0f
مسقط -"الخليج":
تمتد تجربة الكاتب والقاص يحيى المنذري لأكثر من عشرين عاماً قدّم خلالها أربع مجموعات قصصية فقط بدأها ب"نافذتان لذلك البحر" في العام 1993 وكان حينها في سنته الدراسية قبل الأخيرة في الجامعة، لتأتي أعماله الأدبية بعدها متباعدة وقليلة، المجموعات القصصية الأخرى للمنذري هي "رماد اللوحة" التي صدرت عن دار المدى في دمشق عام ،1999 ثم مجموعة "بيت وحيد في الصحراء" وصدرت عام 2003 . ثم مجموعة "الطيور الزجاجية" التي صدرت عن دار نينوى في سوريا في العام 2010 . ورغم تباعد إصداراته إلا أن المنذري حاضر في الأمسيات والملتقيات والندوات العلمية والأدبية داخل وخارج سلطنة عمان . وله العديد من القصص والمقالات المنشورة في صحف محلية وعربية ودوريات ثقافية .
* بدأ يحيى المنذري الكتابة قبل أكثر من 20 عاماً، هل حقق ما كان يصبو إليه، ولماذا يأخذ وقتاً طويلاً بين الإصدار والآخر "المجموعة الأولى عام 1993 والثانية بعدها بست سنوات"؟
-هناك أسباب كثيرة لذلك، أهمها الحرص على أن يكون الإصدار متميزا من ناحية الأفكار والأسلوب، وأنا هنا لا أدعي بأن إصداراتي متميزة، ولكنني أحرص على تميزها بقدر الإمكان، لا يوجد لدي ذلك الاقتناع السريع بالقصة بعد كتابتها فلا بد أن تمر بمراحل عدة لتجد طريقها إلى النشر، فأحرص كثيرا على إعادة كتابتها أكثر من مرة وتنقيحها ومراجعتها من ناحية اللغة، وأتركها فترة من الزمن ثم أرجع إليها، وقد أكتشف بأنها بحاجة إلى مزيد من التنقيح وربما إضافة أو شطب مشاهد وأحداث، ولذا تتأخر كثيرا هذه القصة حتى ترى النور، بينما هناك كتّاب يخوضون مغامرة النشر السريع ونجد لديهم غزارة في النشر .
أنت عاشق للفن التشكيلي وهو حاضر في كتاباتك، إلى أي مدى يستسلم يحيى المنذري أمام تحقيق ما يحب، وهل ترى أن توظيفك للفن التشكيلي في لوحات مكتوبة قد حقق بعضا من طموحاتك أو أحلامك لنقل .
في حالة الفن أعتبر الاستسلام موتاً، فالإنسان طالما لديه حياة وعقل ناشط وإحساس فلن يستسلم في تحقيق ما يصبو إليه . الفن التشكيلي هو جزء من الأدب والفنون الأخرى، ويشكل معها لوحة إنسانية تدعو إلى التعلم والاستمتاع والرقي بالأخلاق . النظر والتأمل في لوحة كقراءة القصة وتأمل فكرتها وأحداثها، الألوان خلقت في الطبيعة وتتجلى في السرد بأنواعه وفي الشعر والموسيقى . وتوظيفي للفن التشكيلي في القصة القصيرة جاء في سياقه الطبيعي نتيجة التعامل مع الفن والأدب .
* كيف يرى يحيى المنذري واقع الكتابة والكتّاب اليوم في سلطنة عمان؟
-هناك تطور ملحوظ في نشر الأعمال السردية والشعرية في سلطنة عُمان، وفي الآونة الأخيرة بدأت الرواية تأخذ دور الطليعة في النشر إلى جانب القصة القصيرة والشعر اللذين تراجعا قليلاً . وهناك بعض كتّاب القصة والشعر تحولوا إلى كتابة الرواية، وهناك روايات تستحق الإشادة ولكن عددها قليل لا يتعدى عدد أصابع اليد . ولكنني أتوقع أن هذا الكم من الإصدارات سيتوج بروايات جادة وعميقة، وسيتوج بروائيين لا يقلون أهمية عن كتّاب كبار ومعروفين . ومن وجهة نظري فزيادة عدد إصدارات الرواية ليست فقط في سلطنة عُمان بل على المستوى العربي الذي يتسابق فيه الكتاب من أجل التميز والإبداع، وربما كان للمسابقات الكبيرة في مجال الرواية دور في التحول إلى السرد . وهناك أيضا أعمال متميزة في مجال الترجمة ولكنها قليلة، وأتوقع أن تزداد في الأعوام المقبلة وخاصة إذا ما تم التفكير في إنشاء جهة تعنى بالترجمة في السلطنة .
ولكن مع الأسف الشديد لا يزال مستوى نشر الدراسات والبحوث ضعيفاً جدا، فالبلد بحاجة إلى هذا النوع من الإصدارات في المجالات النقدية والفكرية والعلمية والعلوم الإنسانية، فهناك قضايا وظواهر كثيرة تستحق الدراسة والبحث . وهناك ندرة في الإصدارات السياسية والإقتصادية والمسرح والموسيقى والفن التشكيلي . وفي اعتقادي عند إنشاء المجمع الثقافي المنتظر في سلطنة عمان، سيكون له دور مهم وفاعل في تسريع الحراك الثقافي العماني، ولن يقوم هذا المجمع بالدور المنتظر منه إلا حينما يديره مثقفون أكفاء، ويُدعم معنوياً ومادياً .
* إلى أي مدى يحمي المجتمع العُماني الإبداع ويحرص على توفير مساحة من الحرية للكتّاب العُمانيين، خاصة وأن المجتمع مازال يحاكم بطريقة غريبة بعض الكتّاب على أفكارهم ولا ننسى مؤخراً ما حصل مع الكاتبة بدرية الاسماعيلية ومجموعتها ملح؟ ما رأيك؟
-المجتمع العُماني مثل المجتمعات العربية الأخرى، يحتوي على عقول تختلف في مستوى ثقافتها وتفكيرها، فهناك طبقة مثقفة ومتعلمة وقارئة ونظرتها متحررة تجاه الإبداع في مختلف مجالات الأدب والفكر الديني والمجالات العلمية والاقتصادية والسياسة، ولديها ذوق وحس فني، ولديها توق عميق إلى المعرفة، وتطمح إلى التميز، وهذه الطبقة هي التي يعول عليها المجتمع لينمو ويتطور ويتميز، فطالما وجد عقل يفكر ويبتكر ويبحث ويكتشف وجدت السعادة . وفي الجانب الآخر توجد طبقة ضيقة التفكير ولديها طبيعة إساءة الظن بالآخر، وتسيء فهم الإبداع، ورغم حصيلتها من العلم إلا أنها ترفض التفكير، ولا تريد استعمال العقل بطريقة إيجابية وفعالة، هذه المجموعة هي التي تجر المجتمع إلى الوراء وتحاول تقييده وربما دفنه في الفكر الظلامي الدامس .
* هل تعتقد أنه مازال للأدب دور أو حضور فاعل اليوم، خاصة في ظل الأزمات التي تعيشها بعض بلداننا العربية؟
-الأزمات هي التي تولد الإبداع والأدب لا يقل أهمية عن حقول المعرفة الأخرى، والتاريخ يشهد على ذلك، فمثلا الرواية والقصة والشعر شكلت ملاحم معرفية وفنية، ومنابع للخيال والابتكار، وأسهمت في تنمية الوعي المجتمعي والثقافي والناجح هو من يستطيع اجتياز الأزمات بالصبر والتفكير والعمل الجاد .
- See more at: http://www.alkhaleej.ae/alkhaleej/page/cfa8eaaa-ad49-4b74-a51d-6bf95ecf1a0f#sthash.qQqVB9kB.dpuf
مسقط -"الخليج":
تمتد تجربة الكاتب والقاص يحيى المنذري لأكثر من عشرين عاماً قدّم خلالها أربع مجموعات قصصية فقط بدأها ب"نافذتان لذلك البحر" في العام 1993 وكان حينها في سنته الدراسية قبل الأخيرة في الجامعة، لتأتي أعماله الأدبية بعدها متباعدة وقليلة، المجموعات القصصية الأخرى للمنذري هي "رماد اللوحة" التي صدرت عن دار المدى في دمشق عام ،1999 ثم مجموعة "بيت وحيد في الصحراء" وصدرت عام 2003 . ثم مجموعة "الطيور الزجاجية" التي صدرت عن دار نينوى في سوريا في العام 2010 . ورغم تباعد إصداراته إلا أن المنذري حاضر في الأمسيات والملتقيات والندوات العلمية والأدبية داخل وخارج سلطنة عمان . وله العديد من القصص والمقالات المنشورة في صحف محلية وعربية ودوريات ثقافية .
* بدأ يحيى المنذري الكتابة قبل أكثر من 20 عاماً، هل حقق ما كان يصبو إليه، ولماذا يأخذ وقتاً طويلاً بين الإصدار والآخر "المجموعة الأولى عام 1993 والثانية بعدها بست سنوات"؟
-هناك أسباب كثيرة لذلك، أهمها الحرص على أن يكون الإصدار متميزا من ناحية الأفكار والأسلوب، وأنا هنا لا أدعي بأن إصداراتي متميزة، ولكنني أحرص على تميزها بقدر الإمكان، لا يوجد لدي ذلك الاقتناع السريع بالقصة بعد كتابتها فلا بد أن تمر بمراحل عدة لتجد طريقها إلى النشر، فأحرص كثيرا على إعادة كتابتها أكثر من مرة وتنقيحها ومراجعتها من ناحية اللغة، وأتركها فترة من الزمن ثم أرجع إليها، وقد أكتشف بأنها بحاجة إلى مزيد من التنقيح وربما إضافة أو شطب مشاهد وأحداث، ولذا تتأخر كثيرا هذه القصة حتى ترى النور، بينما هناك كتّاب يخوضون مغامرة النشر السريع ونجد لديهم غزارة في النشر .
أنت عاشق للفن التشكيلي وهو حاضر في كتاباتك، إلى أي مدى يستسلم يحيى المنذري أمام تحقيق ما يحب، وهل ترى أن توظيفك للفن التشكيلي في لوحات مكتوبة قد حقق بعضا من طموحاتك أو أحلامك لنقل .
في حالة الفن أعتبر الاستسلام موتاً، فالإنسان طالما لديه حياة وعقل ناشط وإحساس فلن يستسلم في تحقيق ما يصبو إليه . الفن التشكيلي هو جزء من الأدب والفنون الأخرى، ويشكل معها لوحة إنسانية تدعو إلى التعلم والاستمتاع والرقي بالأخلاق . النظر والتأمل في لوحة كقراءة القصة وتأمل فكرتها وأحداثها، الألوان خلقت في الطبيعة وتتجلى في السرد بأنواعه وفي الشعر والموسيقى . وتوظيفي للفن التشكيلي في القصة القصيرة جاء في سياقه الطبيعي نتيجة التعامل مع الفن والأدب .
* كيف يرى يحيى المنذري واقع الكتابة والكتّاب اليوم في سلطنة عمان؟
-هناك تطور ملحوظ في نشر الأعمال السردية والشعرية في سلطنة عُمان، وفي الآونة الأخيرة بدأت الرواية تأخذ دور الطليعة في النشر إلى جانب القصة القصيرة والشعر اللذين تراجعا قليلاً . وهناك بعض كتّاب القصة والشعر تحولوا إلى كتابة الرواية، وهناك روايات تستحق الإشادة ولكن عددها قليل لا يتعدى عدد أصابع اليد . ولكنني أتوقع أن هذا الكم من الإصدارات سيتوج بروايات جادة وعميقة، وسيتوج بروائيين لا يقلون أهمية عن كتّاب كبار ومعروفين . ومن وجهة نظري فزيادة عدد إصدارات الرواية ليست فقط في سلطنة عُمان بل على المستوى العربي الذي يتسابق فيه الكتاب من أجل التميز والإبداع، وربما كان للمسابقات الكبيرة في مجال الرواية دور في التحول إلى السرد . وهناك أيضا أعمال متميزة في مجال الترجمة ولكنها قليلة، وأتوقع أن تزداد في الأعوام المقبلة وخاصة إذا ما تم التفكير في إنشاء جهة تعنى بالترجمة في السلطنة .
ولكن مع الأسف الشديد لا يزال مستوى نشر الدراسات والبحوث ضعيفاً جدا، فالبلد بحاجة إلى هذا النوع من الإصدارات في المجالات النقدية والفكرية والعلمية والعلوم الإنسانية، فهناك قضايا وظواهر كثيرة تستحق الدراسة والبحث . وهناك ندرة في الإصدارات السياسية والإقتصادية والمسرح والموسيقى والفن التشكيلي . وفي اعتقادي عند إنشاء المجمع الثقافي المنتظر في سلطنة عمان، سيكون له دور مهم وفاعل في تسريع الحراك الثقافي العماني، ولن يقوم هذا المجمع بالدور المنتظر منه إلا حينما يديره مثقفون أكفاء، ويُدعم معنوياً ومادياً .
* إلى أي مدى يحمي المجتمع العُماني الإبداع ويحرص على توفير مساحة من الحرية للكتّاب العُمانيين، خاصة وأن المجتمع مازال يحاكم بطريقة غريبة بعض الكتّاب على أفكارهم ولا ننسى مؤخراً ما حصل مع الكاتبة بدرية الاسماعيلية ومجموعتها ملح؟ ما رأيك؟
-المجتمع العُماني مثل المجتمعات العربية الأخرى، يحتوي على عقول تختلف في مستوى ثقافتها وتفكيرها، فهناك طبقة مثقفة ومتعلمة وقارئة ونظرتها متحررة تجاه الإبداع في مختلف مجالات الأدب والفكر الديني والمجالات العلمية والاقتصادية والسياسة، ولديها ذوق وحس فني، ولديها توق عميق إلى المعرفة، وتطمح إلى التميز، وهذه الطبقة هي التي يعول عليها المجتمع لينمو ويتطور ويتميز، فطالما وجد عقل يفكر ويبتكر ويبحث ويكتشف وجدت السعادة . وفي الجانب الآخر توجد طبقة ضيقة التفكير ولديها طبيعة إساءة الظن بالآخر، وتسيء فهم الإبداع، ورغم حصيلتها من العلم إلا أنها ترفض التفكير، ولا تريد استعمال العقل بطريقة إيجابية وفعالة، هذه المجموعة هي التي تجر المجتمع إلى الوراء وتحاول تقييده وربما دفنه في الفكر الظلامي الدامس .
* هل تعتقد أنه مازال للأدب دور أو حضور فاعل اليوم، خاصة في ظل الأزمات التي تعيشها بعض بلداننا العربية؟
-الأزمات هي التي تولد الإبداع والأدب لا يقل أهمية عن حقول المعرفة الأخرى، والتاريخ يشهد على ذلك، فمثلا الرواية والقصة والشعر شكلت ملاحم معرفية وفنية، ومنابع للخيال والابتكار، وأسهمت في تنمية الوعي المجتمعي والثقافي والناجح هو من يستطيع اجتياز الأزمات بالصبر والتفكير والعمل الجاد .
- See more at: http://www.alkhaleej.ae/alkhaleej/page/cfa8eaaa-ad49-4b74-a51d-6bf95ecf1a0f#sthash.qQqVB9kB.dpuf
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق