ضمن كتابه المهم "المجتمع العربي في القرن العشرين..بحث في متغير الأحوال والعلاقات" الصادر عن مركز دراسات الوحدة العربية-الطبعة الأولى يوليو 2000. يختصر د. حليم بركات مأساة العربي في القرن العشرين في الفقرة التالية:
((.. نجد أن الأنظمة والمؤسسات والبنى والاتجاهات القيمية السائدة لا تشجع على إشراك الشعب في مختلف النشاطات الإنسانية، وبالتالي في صنع القرار والمصير. بل على العكس من ذلك تماما، إنها تعتدي على حقوقه المدنية وتعطل دوره في تحسين مستويات معيشته وتجاوز أوضاعه، فتحيله إلى كائن عاجز، مغلوب على أمره، مرهق بمهمات تأمين حاجاته اليومية ومنشغل عن قضاياه الكبرى بأمور المعيشة والاستمرار.
في ظل هذه الأنظمة السلطوية بمختلف أشكالها والأوضاع العامة المذلة، يعيش الإنسان في المجتمع العربي على هامش الوجود والأحداث لا في الصميم، مستباحا معرضا لمختلف المخاطر والاعتداءات، قلقا حذرا باستمرار من احتمالات السقوط والفشل والتعرض للمخاطر. وفي الوقت الذي يعيش فيه على الهامش، تحتل السلع والأشياء والمقتنيات والاهتمامات السطحية ومتع اللهو العابر، روحه وفكره. يعمل، إنما ليس لنفسه. يفكر، إنما ليس بقضاياه الأساسية. يشعر، إنما ليس بوجوده بل بالتراكم حوله. وبينما تتضخم الأشياء والممتلكات حوله وفوقه، يتقلص هو في الداخل. ينفعل بالواقع والتاريخ أكثر مما يعمل على تغييرهما. ينجز ويملك، إنما ما ينجزه ويملكه قد لا يعود بالفائدة عليه بقدر ما يعود على غيره. يقيم علاقات، ولكنها على الأغلب وفي جوهرها أقرب إلى علاقات الحذر والاقتناص والذعر.
بكلام آخر، إنه إنسان مغرب ومغترب عن ذاته. ولأن إمكانيات المشاركة في التغيير نادرة وضيقة، لا يجد من مخرج سوى بالخضوع أو الامتثال القسري والهرب. )) صفحة 35
((.. نجد أن الأنظمة والمؤسسات والبنى والاتجاهات القيمية السائدة لا تشجع على إشراك الشعب في مختلف النشاطات الإنسانية، وبالتالي في صنع القرار والمصير. بل على العكس من ذلك تماما، إنها تعتدي على حقوقه المدنية وتعطل دوره في تحسين مستويات معيشته وتجاوز أوضاعه، فتحيله إلى كائن عاجز، مغلوب على أمره، مرهق بمهمات تأمين حاجاته اليومية ومنشغل عن قضاياه الكبرى بأمور المعيشة والاستمرار.
في ظل هذه الأنظمة السلطوية بمختلف أشكالها والأوضاع العامة المذلة، يعيش الإنسان في المجتمع العربي على هامش الوجود والأحداث لا في الصميم، مستباحا معرضا لمختلف المخاطر والاعتداءات، قلقا حذرا باستمرار من احتمالات السقوط والفشل والتعرض للمخاطر. وفي الوقت الذي يعيش فيه على الهامش، تحتل السلع والأشياء والمقتنيات والاهتمامات السطحية ومتع اللهو العابر، روحه وفكره. يعمل، إنما ليس لنفسه. يفكر، إنما ليس بقضاياه الأساسية. يشعر، إنما ليس بوجوده بل بالتراكم حوله. وبينما تتضخم الأشياء والممتلكات حوله وفوقه، يتقلص هو في الداخل. ينفعل بالواقع والتاريخ أكثر مما يعمل على تغييرهما. ينجز ويملك، إنما ما ينجزه ويملكه قد لا يعود بالفائدة عليه بقدر ما يعود على غيره. يقيم علاقات، ولكنها على الأغلب وفي جوهرها أقرب إلى علاقات الحذر والاقتناص والذعر.
بكلام آخر، إنه إنسان مغرب ومغترب عن ذاته. ولأن إمكانيات المشاركة في التغيير نادرة وضيقة، لا يجد من مخرج سوى بالخضوع أو الامتثال القسري والهرب. )) صفحة 35
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق