يحيى سلام المنذري
هل للكاتب العماني قيمة في بلده؟ وما هي نظرة المجتمع تجاهه؟ المفكر والباحث إدوارد سعيد نجح في تقديم وتحليل صور عديدة للمثقف وإشكالية أدواره في المجتمع عبر كتابه الثمين والشيق (صور المثقف) ، حيث دافع عن الأدوار الحقيقية للمثقفين وقام بتصنيفهم إلى نماذج عديدة كالمثقف التقليدي والتنويري والمنفي وما بعد الحداثي وغير ذلك. وفي هذه السطور لن أقوم بتناول أو تحليل كتاب سعيد ولكنني سأسلط الضوء على بعض المواقف التي تعرضت لها في مراحل زمنية مختلفة ونظرة البعض تجاه الكتاب العمانيين باختلاف توجاهتهم وأفكارهم. وهذا لا يعني بالضرروة أن يكون لدى الجميع نفس النظرة والتوجه.
****
في قديم الزمان قال لي أحد رؤسائي في العمل بأنه من الأفضل لي أن أبتعد عن كتابة القصة والأدب والثقافة لعدم جدواها ومنفعتها ، وكنت أول مرة في ذلك الوقت أتلقى نصيحة كتلك وكنت متأكدا بأنه لم يقرأ لي سطرا واحدا، ولم أستطع تقديم إجابة له أو أن أستجيب لنصيحته التي صدمتني ، وقد خمنت حينها بأنه شخص لا يمتلك أدنى وعي بأهمية وجمال الأدب والفن ، وقد تكونت لدي حينذاك الكثير من الأسئلة منها هل هو خائف من موظف كاتب؟ ولماذا يخاف؟ هل يخاف النقد؟ هل سمع قصص سيئة عن الكتّاب؟ هل هناك من يشاطره في تقديم مثل هذه النصائح؟ ثم بعد فترة من الزمن إكتشفت مدى التوسع في ظلامية فكرته وممارسته لنوع من التجاهل غير المباشر تجاهي رغم إجتهادي في العمل والتي لم ألمسها بعد ذلك من بعض المسؤولين الذين يقدرون الأدب والثقافة إلى حد ما. وبعد فترة زمنية أخرى ظهر شخص يمتهن الثرثرة (هم كثر) تعرفت عليه عبر إدخال نفسه في مجتمع الكتاب وهو لا يمت لهم بصلة لا من قريب ولا من بعيد.. ووجه لي نفس النصيحة على أثر قصة نشرت لي في أحد الصحف وأثارت زوبعة بسيطة من قبل أشخاص ظنوا بأنهم أبطالها ، وما كان لي إلا أن أجبته بالصمت. وفي مراحل زمنية أخرى إكتشفت بأن الكتاب (أو شلة المثقفين) وكأنهم يتحولون إلى ما يشبه الفزاعات ويبعثون التوتر والقلق في بعض افراد المجتمع ومنهم مسؤولين في القطاع الحكومي والخاص، وربما هذا يحدث بسبب إيمانهم بأن الكاتب دائما يخرج عن أطر أفكارهم الاجتماعية أو السياسية أو غيرها. وأذكر بأن صديقا كاتبا حذف من سيرته الذاتية الجزء المتعلق بإهتماماته الأدبية حتى يستطيع أن يتقدم لوظيفة مناسبة لتخصصه العلمي لأنه إكتشف بأن هذا الجزء المحذوف ينقّص وبشكل كبير نسبة القبول في الوظيفة ، وكان دائما يقول لي بشيء من الحنق بأن في الدول المتقدمة يعتبر هذا الجزء (الذي حذفه) ميزة إضافية تزيد من نسبة القبول في أي وظيفة فهو كاتب ولديه قدرات أخرى أبسطها صياغة وكتابة التقارير والرسائل. وعندما كنت أدرس في دولة متقدمة وأمام بعض المدرسين وزملائي في الدراسة آتي على ذكر إهتماماتي بكتابة القصة وأنني نشرت بعض الكتب فأجد ردة فعل مبهجة .. أجد الإبتسامات والإحتفاء ، فكلمة كاتب بالنسبة لهم لها وزن وثقل وقيمة لأنهم ببساطة يعيشون في مجتمع يقدر أهمية الكتابة والثقافة في تنمية البلدان وتطويرها ويقدرون الكِتاب وهو من إهتماماتهم الأولى. والقصص كثيرة في هذا الجانب تحتاج إلى كتاب ولكن لا بد من ذكر حديث سمعته من أفواه جاهلة بأن الشخص إذا كثر من العلم والقراءة إقترب من الكفر والإلحاد ، ولن أضيف تعليق على هذا.
هل للكاتب العماني قيمة في بلده؟ وما هي نظرة المجتمع تجاهه؟ المفكر والباحث إدوارد سعيد نجح في تقديم وتحليل صور عديدة للمثقف وإشكالية أدواره في المجتمع عبر كتابه الثمين والشيق (صور المثقف) ، حيث دافع عن الأدوار الحقيقية للمثقفين وقام بتصنيفهم إلى نماذج عديدة كالمثقف التقليدي والتنويري والمنفي وما بعد الحداثي وغير ذلك. وفي هذه السطور لن أقوم بتناول أو تحليل كتاب سعيد ولكنني سأسلط الضوء على بعض المواقف التي تعرضت لها في مراحل زمنية مختلفة ونظرة البعض تجاه الكتاب العمانيين باختلاف توجاهتهم وأفكارهم. وهذا لا يعني بالضرروة أن يكون لدى الجميع نفس النظرة والتوجه.
****
في قديم الزمان قال لي أحد رؤسائي في العمل بأنه من الأفضل لي أن أبتعد عن كتابة القصة والأدب والثقافة لعدم جدواها ومنفعتها ، وكنت أول مرة في ذلك الوقت أتلقى نصيحة كتلك وكنت متأكدا بأنه لم يقرأ لي سطرا واحدا، ولم أستطع تقديم إجابة له أو أن أستجيب لنصيحته التي صدمتني ، وقد خمنت حينها بأنه شخص لا يمتلك أدنى وعي بأهمية وجمال الأدب والفن ، وقد تكونت لدي حينذاك الكثير من الأسئلة منها هل هو خائف من موظف كاتب؟ ولماذا يخاف؟ هل يخاف النقد؟ هل سمع قصص سيئة عن الكتّاب؟ هل هناك من يشاطره في تقديم مثل هذه النصائح؟ ثم بعد فترة من الزمن إكتشفت مدى التوسع في ظلامية فكرته وممارسته لنوع من التجاهل غير المباشر تجاهي رغم إجتهادي في العمل والتي لم ألمسها بعد ذلك من بعض المسؤولين الذين يقدرون الأدب والثقافة إلى حد ما. وبعد فترة زمنية أخرى ظهر شخص يمتهن الثرثرة (هم كثر) تعرفت عليه عبر إدخال نفسه في مجتمع الكتاب وهو لا يمت لهم بصلة لا من قريب ولا من بعيد.. ووجه لي نفس النصيحة على أثر قصة نشرت لي في أحد الصحف وأثارت زوبعة بسيطة من قبل أشخاص ظنوا بأنهم أبطالها ، وما كان لي إلا أن أجبته بالصمت. وفي مراحل زمنية أخرى إكتشفت بأن الكتاب (أو شلة المثقفين) وكأنهم يتحولون إلى ما يشبه الفزاعات ويبعثون التوتر والقلق في بعض افراد المجتمع ومنهم مسؤولين في القطاع الحكومي والخاص، وربما هذا يحدث بسبب إيمانهم بأن الكاتب دائما يخرج عن أطر أفكارهم الاجتماعية أو السياسية أو غيرها. وأذكر بأن صديقا كاتبا حذف من سيرته الذاتية الجزء المتعلق بإهتماماته الأدبية حتى يستطيع أن يتقدم لوظيفة مناسبة لتخصصه العلمي لأنه إكتشف بأن هذا الجزء المحذوف ينقّص وبشكل كبير نسبة القبول في الوظيفة ، وكان دائما يقول لي بشيء من الحنق بأن في الدول المتقدمة يعتبر هذا الجزء (الذي حذفه) ميزة إضافية تزيد من نسبة القبول في أي وظيفة فهو كاتب ولديه قدرات أخرى أبسطها صياغة وكتابة التقارير والرسائل. وعندما كنت أدرس في دولة متقدمة وأمام بعض المدرسين وزملائي في الدراسة آتي على ذكر إهتماماتي بكتابة القصة وأنني نشرت بعض الكتب فأجد ردة فعل مبهجة .. أجد الإبتسامات والإحتفاء ، فكلمة كاتب بالنسبة لهم لها وزن وثقل وقيمة لأنهم ببساطة يعيشون في مجتمع يقدر أهمية الكتابة والثقافة في تنمية البلدان وتطويرها ويقدرون الكِتاب وهو من إهتماماتهم الأولى. والقصص كثيرة في هذا الجانب تحتاج إلى كتاب ولكن لا بد من ذكر حديث سمعته من أفواه جاهلة بأن الشخص إذا كثر من العلم والقراءة إقترب من الكفر والإلحاد ، ولن أضيف تعليق على هذا.
وقبل كتابة هذه السطور دار حديث مع صديق عزيز عن قيمة الكاتب العماني ، ومن ضمن ما طرحه مثال عن الصحف المحلية ومدى تقديرها للقلم العماني .. وأن أقصى ثمن للمكافأة يمكن أن تقدمها صحيفة أو مجلة محلية للعمود أو المقال أو القصة لا يتجاوز الثلاثين ريالا.
ولكل ما ذكر هناك أسباب كثيرة أعرفها ولا أعرفها وأحتاج إلى صفحات طويلة لسردها.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق